تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد بن زيد، قام الاتحاد الأوروبي (EU) ومكتب اليونسكو في عمان اليوم باستضافة حدثًا رفيع المستوى بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
ضمن سياق خطة التنمية المستدامة 2030 والتركيز على أهدافها للتأكد من ألا يُهمل أحد، ركزت الفعالية على الاحتفال بإنجازات الأردن في شمول ذوي الإعاقة ، وسلطت الضوء على مساهمات الاتحاد الأوروبي واليونسكو في تعزيز إمكانية الوصول في الأردن، وتحديدًا في إطار مشروع "شبكات شباب المتوسط (NET-MED)، حيث يقوم مكتب اليونسكو في عمان بتنفيذ المشروع منذ عام 2014، وبتعاون وثيق مع الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع منظمات الشباب والمؤسسات العامة والخاصة.
ضمن نشاطاته، قدم مشروع "شبكات شباب المتوسط (NET-MED) الدعم للآنسة آية أغابي مؤسسة مبادرة "الأردن المهيأ" منذ عام 2017. تعمل هذه المبادرة في الأردن مع الشركات والمؤسسات والأفراد لتحسين إمكانية الوصول إلى مساحات مهيأة لذوي الإعاقة ومشاركة أخبارهم وخبراتهم. تقوم المبادرة بجذب الانتباه إلى أهمية أبعاد المساحات المخصصة لذوي الإعاقة وإمكانية الوصول ، ومن خلال نشاطاتها، تأمل مبادرة "الأردن المهيأ" بتشجيع المشاركة وتحسين إمكانية الوصول وتحقيق الدمج للجميع.
مؤخراً، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، أطلقت المبادرة في الأردن بوابة إلكترونية جديدة مع قاعدة بيانات كبيرة للأماكن التي يمكن الوصول إليها في جميع أنحاء الأردن، مما يسهل على الناس العثور على الأماكن المهيأة لاستقبال أشخاص من ذوي الإعاقة والتي بإمكانهم الوصول إليها وفقًا لاحتياجاتهم بسهولة ويسر.
وقد استقطبت الفعالية ممثلين رفيعي المستوى، من بينهم صاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد بن زيد، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن رعد، والسيدة كورين أندريه رئيسة التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن. كما شارك في الفعالية كأعضاء في الفريق الحواري، سعادة السيدة هيفاء نجارعضو مجلس الأعيان الأردني، وعطوفة السيد عيسى قموة، الأمين العام لوزارة السياحة، والسيد دانييل شرايحة من بنك الاتحاد، وسعادة العين الدكتورمهند العزة، الأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والسيدة رنا قعوار، أخصائية التعليم في اليونيسف، والسيدة هديل أبو سوفة، الناشطة في مجال حقوق ذوي الاعاقة.
يجدر بالذكر أنه في عام 2017، أصدر المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (HCD) تشريعات جديدة لتشجيع دمج الاشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع المحلي. كما يعمل المجلس الأعلى على وضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تطبيق هذه القوانين، والتي تغطي مجموعة متنوعة من القضايا مثل التعليم الشامل، وإمكانية الوصول، والكشف المبكر والرعاية الصحية. وقد صرح صاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد بن زيد قائلاً: " ولا يزال الأشخاص ذوي الإعاقة اليوم في الأردن لا يتلقون نفس المعاملة مثل الأشخاص من دون إعاقة. نريد من الحكومة الأردنية والمجتمع المدني اتخاذ الإجراءات اللازمة. يجب أن نرى التغيير والعمل على تنفيذ القانون الذي تم تمريره في عام 2017 ".
وفي كلمتها أمام الحضور، تطرقت السيدة أندريه إلى أهمية الاعتراف بالحواجز التي تحول دون المشاركة الكاملة في المجتمع والحاجة إلى التفكير في أنواع التحديات والحواجز التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة. وأكدت رضاها عن العمل مع القادة الأردنيين الشباب مثل السيدة أغابي كطريقة فعالة لإزالة ومعالجة بعض من هذه الحواجز.
واعترافاً منها بالتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن، أكدت السيدة كوستانزا فارينا، ممثلة اليونسكو في الأردن، التزام اليونسكو بتوحيد الجهود وتسخير إمكانيات الشباب. كما أشادت السيدة فارينا بالعمل الجاد والمستمر للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، مشيدة بالجهود التي تبذلها السيدة آية أغابي ومبادرة "الأردن المهيأ". كذلك أشارت إلى التعاون الوطيد مع الاتحاد الأوروبي في إطار مشروع "شبكات شباب المتوسط" (NET-MED).
وبالإشارة إلى خطة التنمية المستدامة لعام 2030 الطموحة، قالت السيدة فارينا: "إن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تقدم وعوداً "أن ألا يتخلف أحد عن الركب" لأن التنمية لن تكون مستدامة إذا لم تستند إلى حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع. يجب أن نضع حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في قائمة أولوياتنا إذا أردنا بناء مجتمعات أكثر مرونة، لتمكين كل شخص من الاستفادة إلى أقصى حد من الفرص لتحقيق الذات".
من جانبها، قدمت الآنسة آية أغابي منصة الوصول الجديدة عبر الإنترنت "الأردن المهيأ"، مما يدعم ويشجع تكافل الجهود بين المبادرات في الأردن.
"من المهم بالنسبة لنا العمل على تعزيز إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن حتى يتمكنوا من المساهمة بشكل متساوٍ في المجتمع، لأنهم قادرون على ذلك عندما يكونون مجهزين بالأدوات المناسبة وتوفُر بيئة يسهل الوصول إليها. هذا ما نأمل أن نحققه من خلال مبادرة "الأردن المهيأ" تقول الآنسة آية.
بعد إلقاء الكلمات، استمتع الحضور بالنقاش مع الفريق الحواري رفيع المستوى. حيث ناقش أعضاء الفريق كيف يمكن أن يعمل كل منهم وفي قطاعه على زيادة تعزيز الشمول وإمكانية الوصول. كما وناقش أعضاء الفريق النتائج والإنجازات الرئيسية حتى الآن والخطوات التالية، بما في ذلك كيفية دمج مبادرة "الأردن المهيأ" على نطاق أوسع.
وفي الختام، تبادل الحضور مع الفريق الحواري الأفكار، وطرح أسئلة واضحة حول عملية الشمول وإمكانية الوصول.
لصور من الحدث، انقر هنا.